روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | الزوجة العنيدة...وما أدراك ما العنيدة!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > الزوجة العنيدة...وما أدراك ما العنيدة!


  الزوجة العنيدة...وما أدراك ما العنيدة!
     عدد مرات المشاهدة: 1908        عدد مرات الإرسال: 0

عناد الزوجة وتشبثها برأيها وإصرارها الدائم على مخالفة الزوج في كل صغيرة وكبيرة وعدم تلبية رغباته وتنفيذ أوامره، أمورٌ من شأنها تكدير وتعكير صفو الحياة الزوجية وجعلها أشبه بمصارعة شرسة طاحنة، الغلبة فيها للقوي الأكثر قدرة على الصد والدفاع، والهزيمة فيها للطرف الضعيف المستكين المستسلم لجبروت وقهر الطرف الأقوى!..

قد يكون عِناد الزوجة طبعًا فيها، أو سمة من سماتها الشخصية أو لشعورها بالنقص، نتيجة تربية ونشأة خاطئة في كنف أسرتها التي أساءت معاملتها ولم تقدرها وتحترمها، ولم تمنحها الثقة بالنفس والشعور بالذات.

وقد يكون سبب عناد الزوجة هو تقليدها لسلوك أمها العنيدة مع أبيها، فالمرأة التي ترعرعت ونشأت في بيت تقوده وتسيطر على كل مقاليده أم متسلطة وأب ضعيف الشخصية يؤمر فيطيع، ولا يكاد يُسمَع له صوت، تحاول أن تحذو نفس الحذو مع زوجها.. وغالبًا ما تختار زوجًا ضعيفا حتى يسهل عليها قيادته والتحكم فيه كيفما ووقتما شاءت!.. عِناد الزوجة أيضًا قد يولد بعد الزواج- إذا لم يكن أحد طباعها الشخصية.

ـ لاسيما لو كان الزوج يسيء التعامل معها وينظر لها نظرة دونية ويحقر من شأنها ولا يحترم رغباتها، ولا يلتفت لآرائها لأنها في رأيه فاسدة وتجلب خراب البيوت، ويرفض إستشارتها لكونها امرأة ناقصة عقل ودين، غير واعٍ بالمراد والمعنى الحقيقي لهذا الوصف!.. مما يضطرها إلى إستخدام وسيلة العِناد للتغلب على هذا الإحساس المدمر، فضلًا عن رغبتها في الشعور بالذات، والتعبير عن غضبها ورفضها لهذه المعاملة القاسية والتحقير المستمر غير المبرر.

ـ إختلاف الطباع بين الزوجين وعدم تنازل الزوج عما لا يعجب ويرضي الزوجة من تصرفات، وتمسكه بعادات غير صحيحة يؤدي بدوره إلى عدم إنسجام وتكيف الزوجة معه، الأمر الذي يدفعها إلى إستخدام أسلوب العناد الذي يترتب عليه حدوث كثير من الخلافات والمشكلات التي تزلزل أركان الحياة الزوجية وتعصف بها إلى ما لا يحمد عقباه.

تجدر الإشارة إلى أن عناد الزوجة لم ولن يكون أبدًا حلًا لبعض المعضلات والصعاب التي تواجهها في حياتها، بل على العكس فهذا العِناد لعين، يعجل بخراب البيت وتدمير وتفكيك الأسرة إذا ما تطور الأمر وتعقد وتم الطلاق، فالزوج له طاقة وقدر وحد معين من التحمل والصبر، وقد يركب رأسه ويقابل العناد بعناد أشد، ويحدث على أثر ذلك ما لا تشتهيه الأنفس، فعِناد الزوج وعدم طاعته لا يقره شرع ولا دين، وتأباه الفطرة والأعراف والتقاليد..

لقد جعل الله تبارك وتعالى للرجل القوامة على المرأة وأمرها بطاعته التي تُعلي من قدرها وقيمتها عنده وتجعله يزداد حبًا واحتراما لها..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت» رواه ابن حبان، وصححه الألباني.

وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كنت آمرًا بشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها» رواه الترمذي وابن ماجه.

وفي وصية أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس عند زواجها: كوني له أَمة يكن لكِ عبدًا.

أما إذا كان العِناد طبعًا في الزوجة، فعلى الزوج أن يحتسب ويصبر عليها ويحاول قدر الإمكان البُعد عن مواطن الخلاف والتصادم، كما عليه أن يشعرها دومًا بحبه وتقديره لها ويحتويها ولا يهينها ولا يقسو عليها، ويدفع بالتي هي أحسن عند حدوث أي مشكلة، عسى أن يتغير وينصلح حالها بمرور الوقت وتُشفى من داء العِناد الذي يؤجج الخلافات ويزيد الأمور تعقيدا وإشتعالا.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.